القى البطريرك يوحنا العاشر في جناز المطران يوحنا منصور في كاتدرائية القديس جاورجيوس في اللاذقية، عظة اعتبر فيها ان "بعدما اقتبلتَ بكلّ رضى كلّ شيء من لدنه، صرتَ، في شيخوختك الوقورة، مصدرَ بركة للكثيرين من أبناء وبنات الله. وإذا ما استذكرنا غيضاً من فيض إسهاماتك الروحية، فنحن لا ننسى مواقفك الوطنية والتي سجلها التاريخ خلال خمسين عاماً في الدفاع عن سوريا وعن قضاياها وعن كلمة الحق في كل المجالات وفي كل الأوقات. ولا ننسى دورك في الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل أطياف هذا المجتمع مسلمين ومسيحيين، فكنت واحداً ممن التحموا بحقٍّ مع كل أطياف هذا الشعب وشدّوا أواصر لُحمته بإعلاء كلمة الحق ومدِّ جسور اللقيا والأخوّة والحوار والانفتاح سبيلاً للنهوض بالوطن. ثمّة من يرحلون بصمتٍ دونما أَثَر، أمّا أنت فتغادرنا مطمئناً لأنّ الشتلات التي زرعْتها نمت وصارت شجرات وارفة الظلال. منحك ربّك سنين كثيرة ولم يشأ أن يخطفك إلى مجده إلا بعد أن أتممت الرسالة بأفضل ما يمكن، وانتشر تلاميذك وأبناؤك حتى إلى أستراليا وإلى أقاصي الدنيا مذيعين بشرى المسيح السارة في أصقاع الأرض. نعزّيكم أيها الأحباء، أبناءَ أبرشية اللاذقية وتوابعها إكليروساً وشعباً. نعزيكم باسم آباء المجمع الأنطاكي المقدس وكل أساقفته. ونعزي كل أبنائنا في الكرسي الأنطاكي. سيدنا يوحنا، وأنت، مِنَ اليوم، في الملكوت السماوي، تسجد مع شيوخ سفر الرؤيا أمام عرش الرب، وفي غمرة أنواره، لا تنسَ أن تقدّم مع بخور صلواتك السماوية، أبناءك وبناتك ورعيّة الله التي تركتها في هذه الأبرشية. صلّ من أجلي ومن أجلنا جميعاً ومن أجل كنيسة أنطاكية. صلّ من السماء مع الملائكة القديسين من أجل أخوينا مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم. صلّ من أجل السلام في كل العالم ومن أجل سلام سوريا وأمنها واستقرارها. امضِ أيها السيد وامكث مع الناهض من بين الأموات والذي داس الموت وقام ليقيمنا معه. نرى في وجهك يا سيدنا وداعة حاملات الطيب ووهْجَ وجْه يوسف المتقي. وبشوقِهم للقيامةِ يحلو لنا أن نستبق الفصح المجيد ونطرق وإياك عتبات القبر السماوي ونتلمّس من الخميس العظيم نور القيامة صارخين: المسيح قام، والموت تلاشى المسيح قام وعبراتُنا عليك معجونةٌ بفرح القيامة المسيح قام وموتك مسلك نور المسيح قام ولاذقيّتك تودعك بعبق صلاتك وعرفان وصلاة أبنائك المسيح قام وأنطاكية كلها تشهد لك شاهِدَاً وشَهْداً من أصالة إيمانها ".